بسم الله الرحمن الرحيم.. أانا شاب وعندي 32 عام, منذ طفولتي وأنا أشتهر بالذكاء ومعرفة قراءة الافكار والشخصيات وشبه منعزل عن الاجتماعيات العائلية والمنطقة التي اعيش فيها
وذلك احتمال بسبب كثرة عدد اخواتي وان مستويا التعليمي اعلي من اخواتي
وكل علاقاتي مع اصدقاء الدراسة وزملاء العمل والحمد لله محبوب في العمل ومن اصدقائي جدا ولي الكثير من الاصدقاء والزملاء بشكل غير عادي. ولكن اشتهر في عائلتي وبين اصدقائي بقوة الشخصية والكرم
والحنان وخفة الدم واكثر ما يعبني وسط اهلي اني في حالة الغضب اكون ثائر جدا وألفاظي جارحة ولا اخشي في الحق لومة لائم.
مشكلتي الكبيرة في اني قد خطبت فتاة من جيراني و كنت لم اراه قط الا يوم التقدم الي خطبتها (زواج صالونات), ومع الوقت بدأت اكتشف مدي سيطرة الام علي الزوج والبنت. وانا رجل ارفض تماما تدخل النساء في الامور التي تخص الرجال فقط.
فبدأت النزاعات بيني و بين حماتي لانها شخصية مسيطرة جدا و ذكية جدا تعرف كيف توقعك في الخطأ جيدا. وكانت خطيبتي في بادئ الامر تتصرف مثل امها في فرض سيطرتها علي. فكانت شبهة لعبة الشطرنج بيني و بين حماتي من جهه وبيني و بين خطيبتي من جهه اخرى والزوج يقوم بدور المشاهد علي المباراة.
فقررت الانفصال خاصة بعد تصرف الزوج بمنتهي الامبالاة في موضوع الاتفاق علي القايمة وأدت الي شبه خناقه. المشكلة الكبري في ان البنت تغيرت تماما بعد الانفصال وأنا اكتشفت اني متعلق بيها جدا وأحبها
(وذلك بسبب الاتصالات بيني وبينها بعد الانفصال).
أنا الان اريد الرجوع اليها ولكن امها المتسلطة ترفض بالرغم ان زوجها موافق جدا ويحبني ويحترمني والبنت ايضا. للعلم انه كانت هناك محاولة للرجوع
وفشلت وكل مرة يثبت الاب انه تابع لها وليس له سيطرة عليها.
وانا الان لا ادري هل ام البنت تريد مني تنازلات اكثر لاتمام الزواج ام انها لا تريدني تماما (في احدي المرات قالت الام لابنتها انها تريد ان تزوجها لرجل مثل ابيها لكي يكون لها كلمة عليه وسيطرة).
وانا الان في قمة الحيرة هل اتخلي عن مبادئي ويكون اتفاقي مع الام وليس الاب وممكن ان ترفض مرة اخري وتكون قد كسرت رجولتي لارضاء غرورها. ام اني السبب في اثارة قلق الام من ناحيتي اثناء الخطوبة.الخوف الاكثر انه لو تم الزواج بيني وبين البنت هل ممكن تتحول كل مشكلة الي امها وفي غياب دور الاب يكون الطلاق لا محالة.
ملحوظة:** عائلة البنت كلها تتصف بعدم التفاهم و افتقاد اداب الحوار. وأنا اكثر ما يستفزني هو الغباء** انا عصبي فعلا ولكن هناك الكثير من يرديني ك زوج لابنته ولكن قلبي متعلق بخطيبتي القديمة
وآسف للاطالة وشكرا
أهلا بك أخي الكريم:
وأسأل الله لك التوفيق والنجاح في حياتك.
ولقد قرأت مشكلتك..
وأعجبتني نظرتك الايجابية لنفسك.. وهو ما يؤكد قدرتك على الوعي بذاتك.. ومعرفة أراء وانطباعات القريبين منك.
وكنت أنتظر إزاء هذا الفهم قدرة فاعلة في التعامل مع حماتك، وقيادتها إلى التوافق التام أو النسبي معك..
فكل شخصية لها مفاتيح.. ممكن أن نقودها من خلاله، ونؤثر عليها منه..
وبرأيي أن المهم في موضوعك هو مشاعر الفتاة تجاهك، ورغبتها بك، وهو ما يؤكد أنها قد لاتوافق على ممارسات والدتها تجاهكما..
كما أن موقف الأب المشجع لك والمحترم لك كشخص.. أيضا علامة جيدة على إتمامك لأمر زواجك بمن اخترتها شريكة لك.
وبعد أن يتم الزواج، من المهم أن تقرأ شخصية حماتك جيدا وتحللها بصورة شاملة وتتعرف على أسرارها وكيفية قيادتها والتأثير فيها، ولا يمنع أن تزيد خبراتك ببعض المطالعات والقراءات..
كما أن قدرتك على احتواء زوجتك مستقبلا وإرضائها وبناء ثقة كاملة تجاهك كما ذكرته عن الآخرين، سيقلل من تدخل والدتهما بشؤونكما..
ولتعلم أخي الكريم أن مشاعر الأم مع أزواج بناتها خاصة إذا كانت بنتها الأولى يشوبها كثير من الغيرة من ذلك الشخص الذي فاز باهتمام بنتها وبقلبها وبالكثير من وقتها.. بينما هي ربت وتعبت وسهرت معها أياما وسنين، ولذا فإن تقديرك لهذا الأمر من شأنه أن يخفف حدة نظرتك لحماتك وتدخلها بشؤونك...
أتمنى أن يتمم الله زواجكما بالخير، وان يجمع بينكما بخير ويرزقكما الذرية الصالحة، في جو أسري مفعم بالحب والانسجام مع زوجك ومن يعنيهم أمركما..
الكاتب: أ. تركي بن منصور التركي
المصدر: موق المستشار